19 - 07 - 2024

الصندوق الأسود للإرهاب في  أقبية الأمن .. قصة تحول "عشماوي" من ضابط ماهر لإرهابي خطير

الصندوق الأسود للإرهاب في  أقبية الأمن .. قصة تحول

عسكريون: القبض على عشماوي ضربة قاصمة للإرهابيين.. ويكشف عن شبكات تهريب السلاح والممولين

حمدي بخيت: سقوط عشماوي بداية لانهيار القاعدة

الصندوق الأسود للجماعات الإرهابية في مصر وليبيا، الصيد الثمين الإرهابي هشام عشماوي وقع أخيرًا في يد الجيش الليبي، خلال عملية عسكرية ناجحة في مدينة درنة، ضبط عشماوي يساعد في الوصول إلى باقي العناصر الإرهابية الهاربة في الحدود الغربية لمصر وأيضًا في ليبيا، لذلك اعتبره العميد أحمد المسماري، المتحدث باسم الجيش الليبي "هدية قيمة للشعب المصري".

أهمية سقوط عشماوي تتوقف على كم المعلومات المهمة التي قد يدلي بها، وهو ما يؤكده طلب الرئيس عبد الفتاح السيسي من السلطات الليبية بتسليمه إلى مصر لاستجوابه ومحاكمته.

خبراء أمنيون يؤكدون أن القبض على عشماوي سيؤدي إلى حدوث ارتباك في صفوف الإرهابيين، إضافة إلى الكشف عن معلومات دقيقة تخص التنظيمات الإرهابية المنتشرة على الحدود المصرية الليبية، وأعدادهم وتحركاتهم وطريقة تمويلهم.

وقال عضو المجلس الأعلى لمكافحة الإرهاب، العميد خالد عكاشة، إن القبض على عشماوي ضربة موجعة للتنظيمات الإرهابية والدول التي تدعم الإرهاب، لأنه يعد من أخطر وأهم القيادات العسكرية في تنظيم القاعدة.

ووصف عكاشة، عشماوي بـ"كنز معلومات" لتأسيسه عدة تنظيمات منها المرابطون، وأنصار الدين، والقاعدة في بلاد المغرب العربي، إضافة إلى أنه أدار الكثير من العمليات الإرهابية، منها عملية كرم القواديس في سيناء، ومحاولة اغتيال اللواء محمد إبراهيم، وزير الداخلية الأسبق، والاشتراك في التخطيط لعملية اغتيال النائب العام المستشار هشام بركات.

وأضاف عضو المجلس الأعلى لمكافحة الإرهاب، أن التعاون الأمني والعسكري بين مصر وليبيا يعد عنصرا رئيسيا في الحفاظ على أمن الدولتين، وهو ما ساعد في القبض على عشماوي حيًا، لافتًا إلى أن سقوط عشماوي يمثل ضربة موجعة لجماعات الارهاب لغياب العقل المدبر، وتضييق الخناق في الحدود المشتركة بين مصر وليبيا وملاحقة الفارين.

وفي السياق، أكد اللواء حمدي بخيت، عضو لجنة الدفاع والأمن القومي بمجلس النواب، أن عشماوي يمكن أجهزة الأمن المصرية من الكشف عن معلومات دقيقة تخص التنظيمات الإرهابية المنتشرة على الحدود المصرية الليبية.

وقال بخيت، إن التحقيقات مع عشماوي تساعد الأمن في معرفة معلومات عن أماكن انتشارهم، ومنافذ وصول الدعم والتمويل إليهم، مشددًا على أن اعتقاله خطوة تهز معنويات الجماعات الإرهابية في ليبيا، ويمكن أن يكون مؤشرا لبداية انهيار القاعدة.

وأوضح اللواء فاروق المقرحي، الخبير الأمني، أن القبض على عشماوي ينهي التخطيط والإعداد للعمليات الإرهابية المنفذة بدقة عالية، موضحًا أن عشماوي حصل على معلومات لا يستطيع أحد الوصول إليها بسبب وجوده في القوات المسلحة.

وقال المقرحي، إن عشماوي سيدلي بكل ما لديه من معلومات وهو ما يساعد قوات الأمن في استغلال المعلومات في محاربة الإرهاب، موضحًا أن القبض عليه ضربة قاصمة للتكفيريين في ليبيا ومصر.

--------------

مراحل التحول

قصة تحول عشماوي لأخطر إرهابي في مصر لم تكن غريبة، فبعد أن كان ضابطًا ماهرًا في القوات المسلحة، أصبح إرهابيًا متمرسًا نفذ عمليات قتل وتفجير استهدفت ضباط الجيش والشرطة والأقباط.

بداية حياته لم تكن توحي بأن ينتهي مصيره إلى ما هو عليه الآن، فقد كان تلميذًا ذكيًا قوي البنية تنبأ له الجميع بمكانة اجتماعية لائقة، اسمه بالكامل هشام علي عشماوي مسعد إبراهيم، ولد عام 1978، في مدينة نصر، لأسرة متوسطة ماديًا، والتحق بوحدة الصاعقة في القوات الخاصة بعد تخرجه من الكلية الحربية عام 1999، نظرًا لتمتعه بقدرات بدنية وعسكرية عالية، وحصل على دورات عسكرية في الولايات المتحدة الأمريكية، بسبب تفوقه الدراسي، لكن بعد فترة ثارت حوله الشبهات بسبب تشدده الديني حتى أنه وبخ قارئ قرآن في أحد المساجد لخطأ في تلاوة بعض الآيات، ونقل على آثرها إلى الأعمال الإدارية عام 2000.

وفاة أحد أصدقاء عشماوي داخل سجنه في 2006، كان بداية التحول إلى التشدد فبدأ يوزع الكتب الجهادية على زملائه، وفي 2007 أحيل إلى المحكمة العسكرية لتحريضه ضد الجيش، واستبعد عام 2011 من الجيش عقب محاكمته وانتهت صلته بالقوات المسلحة، بدأ بعدها رحلة الإرهاب والدم.

في يونيو 2015، أذاع عشماوي مقطعًا صوتيًا، وعرف نفسه بأنه أمير تنظيم "المرابطون"، وقال: "هبوا في وجه عدوكم ولا تخافوه وخافوا الله إن كنتم مؤمنين"، وفي أغسطس 2015، شنّت قوات الأمن حملة لمداهمة مكان تواجده، بعد أن أكدت المصادر أنه أصيب في الاشتباكات التي وقعت بين "أنصار بيت المقدس"، وقوات الجيش بالقرب من طريق القاهرة – السويس، لكن لم تعثر عليه وتم تهريبه للعلاج في ليبيا وأصبح على علاقات وثيقة بالفصائل المسلحة.

وفي يونيو 2017، قال المتحدث باسم الجيش الليبي، العقيد أحمد المسماري: «المدعو هشام عشماوي، ضابط تم طرده من الجيش المصري في 2012، هو الآن زعيم للجماعات الإرهابية في درنة ويقود العمليات الإرهابية من هناك، وأنه ضالع فى الهجوم الإرهابى بالمنيا في مصر، والذي أسفر عن مقتل 29 قبطيًا».
 -------------------

تقرير- علاء جمعة


آ